قَهوة سّادةَ بِنكَهتِي

قهوة أيامي كثيرة 
ونكهة عِبراتي أكبر 
فقد إعتدتُ المكُوث في مقهى أوجاعي 
لأرتشف الألم بِ جميع النكهات ..

ليتني أستطيع إغلاقهُ 
وأمنع العابِثين من التقليب بِ أيامي 
ليتني أكفُ عن شُرب قهوة غيري 
وأكتفي بِ كوبٍ واحد هو لي فقط 
واأبى تقديمهم لي نكهات القهوة المُرة المتعددة تِلك 
................

مُغفلةٌ أنا .. أم غافِلة 
ليتني أعلم ..!!
...............

حُروفي مُتكاسِلة في هذا الليل 
تتسكع في مُفردات ذاكرتي 
وتتنصت لنبضي لِتهرب مني إليه ..

تهرب مني إليه ..
وأهرب أنا معها ..
لأعود مُحملة بها ..
بعد أن بعثرها وهتك منظُومها ..
................

ألم يحين الوقتُ بعد 
متى أغلق ذلك المقهى ؟
وأسّكُب جميع نكهات القهوة تلك خارجاً 
وأستدلِ السّتار علي 
فأغلقُه باللون الأحمر ..
..................

ليلي مخنوق 
وأشعر باأثقال لا تحتملها أوردتي 
فهذه هي نكهة قهوتي ليلاً 
................

أنهض لأصعد جبل أمُنياتي بروح البقاء 
كانت شاهقةَ كِفاية لِـ تُسقطني 
وما زِلت ُ أردد كُل صباح بصوتٍ يكاد يكون مسموع 
حتماً سأصل يوماً 
هي هذه نكهة قهوتي صباحاً 
................

من نافذة ليلي المخفية 
إجتاحتني خيبة لِتوقظ ألماً كان قد سكن لِبرهة 
ف نفثتّ أنفاسي 
وغسلتُ ملامحي بدموع عيني الحارقة 
فصار جسدي مثقل بالوجع 

أرتشف قهوة توقظني من صيحاتي 
للأقف وأُلملم جسدي المُمزق 
باحثةٍ عن سبيل آخر 
.................

احلام نُصبت على مذبح النسيان 
كان هذا مصيرُها عندما بلغت النور 
فما عاد لها مكان بعد أن جُهضت كُل أُمنياتي 
ليصبح الحُزن نومي 
وتدمس الأحلام بفعل الرياح 
ودمعي لها سُقيا 
ف أزورها من بعيد وبيدي وردة أتُركها هُناك 
لأعود خالية فأستقضي قهوة بنكهةِ العزاء 
....................

الوداع ..
الضياع ..

هي أمور يتدأبها العُشاق بصمتٍ وحُزن 
هي حروف مُتشابِكة بِ ألم 
ف الإبتسامة أصعب نكهةٍ أتذوقها حينها 
لأذهب بعيده عنهم 
وأرتاد المقهى تحت مضلةُ واحدة 
.................

سأتناول ما تيسر من قهوتي 
لأُحلحل الوجع الذي يُسكنني حد الهلاك 
فقد زاد في طلب النكهات 
وجميعها مُرة 
حتى أُضيفتّ نكهةٍ مختلفة هذا اليوم 
نكهة بمذاق المُوت
................

تأخذني في نفسي حزةً
يا لِـ عنفوانكِ ولرقةِ الألم 
تتوشحني طلب البقاء بتنهيدة الوصل 
اه .. يا عذابكِ الذي يُمارس على نكهةِ الإنتظار 
وقهوة عشقكِ ضائعة
...............

متى ستمطر السماء ..؟
لأسمع أصوات العصافير 
وضحكات الأطفال 
وقرع الفرح في قلبي 
لِتزهر وردة أحلامي البائسة 
ويولج الدفء بين أيامي 
ولأُتم أنفاسي الممزقة على نكهة الإنتظار البطيء
...............

على طاولة المقهى أنا أنتظر 
لأقف تحت رحمة غيابك 
أعاتب روحي المطيعة 
بدموعٍ باتت حديثي وأنيني 
وجراح أدعي اضمحلالها 
سأنتظرك 

وسؤال
هل ستأتي ؟!
ام ان قلبي سيدفن بمذاق نكهة الموت 
ليكون طعاماً لطيور الحزن 
ثم أحتراق 

وداعاً ياقهوتي 
فما بقي في ذلك المقهى سوى قهوةَ بنكهة الأحلام المفتوقة 
وبعض من الرماد



11-12-2013