الخميس، 20 فبراير 2014

القلبُ اليتيم



كلمات جميلة في سكبها لا يكتبها سوى قلب مُتمكن من الحياة وجروحها ..
تمزج كلماتها بالأحلام أهلاً بك .. طفل تاه في مُنتصف الطريق قبل الوصول إلى النهاية , قبل أن يعود إلى نقطة البداية
سار خطواتٍ على الرصيف تجرهُ أحلام مُبعثرة ..
لم توقظه حبال النور الأتية من الشمس ولم ينظر إلى الحياة بوجهٍ مشرق 
نظر إلى حبات الرمل تلعب بها رياح الأقدار 
تتجول بها من مكانٍ لِأخر ..
فتح كُراسة رسماً فإذا بأوراقها البيضاء تُسافر في الأجواء لِتُعانق السماء 
اللتقط ورقةٍ واحدة لم يروق لها التحليق 
فرسم عليها طفلاً يتيم ينزف ليقتل البراءة في وجه أدماهُ اليأس 
رأى حدائق الربيع تغدوا 
أراد لتلك الورود الحياة 
ولتلك الفارشات الفرح 
.....
خلف جِدارٍ أسود أخذه تفكيره إلى البحر وكيف تُلاطم أمواجه دون أن تفترق 
....
ساد الصمت وحل السكون 
فلم يسمع سوى دقات قلبٍ قادتهُ لدُنيا الواقع 
فتح نافذتهُ وشاهد زخاتِ المطر تسقط 
فرح لِيُعانق رذاذها بشرتهُ البيضاء 
لعِب بالمطر 
سمع صوت الأشجار وحديثها لنسيم البارد 
فتعالت ضحكاتهُ البريئة 
....
بردت الأحزان وبردت جِدران المدينة بعد قسوةٍ عانتها من حرارة الشمس 
وسنواتٍ من الجرب والهلاك 
تألمت منها الأرض عُمراً 
حن المطر لِرائحة التربة والحشائش 
فأعاد الحياة لِتلك الورود 
هطول الأمطار أُمنيةِ ..
فالتبكي السماء فرحاً 
ولتستقبل الأرض دموعها 
مازال ذلك الطفل يمشي تحت زخات المطر 
فحياته كُراسةِ رسمٍ صفحاتها بيضاء يرسُم فيها حتى تمتلئ ..
مازلتُ أبحث عنك خلف نافذتي ..
وما زالت تجاعيد الحُزن في ملامح الطفل اليتيم 
.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق